أطول من ستاتس فيسبوكي: مسيرة اصحاب الواجب

بوستر صغير عملته للنشاط الوحيد يلي نظمته خلال “الثورة”

من سنة 2015، كان عندي هاجس وهوس أنه يكون في حراك نسوي مُستقل بلبنان، بيقدر يحمل القضايا المتقاطعة استراتيجيا.  تفعّل هل حلم بال 2017 وصار في البلوك النسوي يلي نظمّنا من خلاله مسيرات تاريخية. بعد سنة ال 2018 وصلنا لمحل لو قدرنا نكمل بالنقاشات كنّا رح نقدر نخلق لحظات تعلّم جديدة وممارسات جديدة ولكن، القالب غالب، وقدرت القوى السياسية “البديلة” إنها تحاصر البلوك النسوي وتفرطه وتجره على محل ضد جوهره. وجزء من المسؤولية كان علينا أفراد داخل البلوك ، والسلوكيات السّامة يلي ظهرت ولعبت دور لصالح هذه القوى. كمان عدم معرفتنا بكيف منعمل هل أحاديث.

بالنسبة لي، خلق البلوك النسوي لأن في حاجة لحراك مستقل عن القوى الأبوية اليسارية الديمقراطية الاجتماعية الليبرالية، كيف ما بتسمّوها بتزبط، لأن الاستقلالية عنهم بتقدر تخلق مساحة جديدة بالنشاط السياسي بس كمان بالأدوات. سنة 2019، كان في نقاش داخل البلوك النسوي، اذا منعمل مظاهرة أو مؤتمر داخلي نحكي فيه عن أشياء وأمور منتفق ومنختلف عليها، الناس صوتت لأنه نعمل مظاهرة وانا كنت شايفة هل المسار هو بداية نهاية البلوك من حراك سياسي ليصير تنظيم ايفنتس وشخصيا شفت بيستثمر بالاستعراض اكتر من الحوار والعلاقات العميقة. عم قول هلشي لقول كان في تنوع بالرأي بس كمان كان في اختلافات ما عرفنا نفككها منيح.

 كانت لحظة يمكن كان لازم نحكي فيها عن تاريخ سياسي  كتير منّا مورّطين فيه، وتحديدا لأن كان الجيل الأصغر منّا او يلي إجا بعدنا زمنياً بفكر انه نحنا الجيل الأكبر عملنا دراما وهيدا هو سبب الانقسام التاريخي. وكان هيدا الخطاب من الأصغر منّا بينقال ع طول، رغم انه منّو عادل لتجارب ما حتى نحكى عنها، و صار في “ترويج ” انه التاريخ هو دراما، بس بالحقيقة التاريخ كان مواضيع ما نسمحلها تطلع ( يا لأن الناس منها جاهزة تحكي، او لأن نصبغت وتسخفت بكلمة دراما او لان في بس وجهة نظر وحدة طاغية) بس “الدراما” هي يلي ما نحكى عنها على الأقل من كم حدا كنّا بالبلوك كانت عن عنف وعنصرية وطبقية تعرّضنا له بمجموعات نسوية، وصح في جزء منها  بناء على انتهاء علاقات  شخصية، بس مهم الناس تفهم بالحركات النسوية الكويرية هل اشياء جزء من العمل السياسي، واستخدمها ضد النسويات الكويريات بالتحديد نوع من التسكيت عن أهمية الجنسانية وعلاقات القوة بهيك تاريخ ونوع الشغل.

 بال2020، أنا كنت فليت من واتس اب جروب* تبع البلوك لأن كنت محترقة ذاتيا لدرجة مخيفة وعم أتعامل مع كابوس مرتبط بحراك المخيمات. وتفاجأت انو تم أخذ تاريخ البلوك وعمله بتنظيم المسيرة السنوية لمحل سيئ ومن دون أي عملية تواصل سياسية صحيحة، كيف ومين قرر، بس اهم من هيك، كيف ناس ممكن  تكمل شغل وقف بسبب توترات سياسية، لأنو بدها تعمل “مسيرة”، بلا ما تفكر بال”العمل”* “ تبع الناس التانية، ما كان في شفافية، كان عندي إحساس انو تمت مصادرة تاريخ المسيرات النسوية يلي البلوك استثمر فيها، وتم استغلال أنه في توترات سياسية لأن الناس ما بتعرف تعمل احاديث صعبة بطريقة صحية وتم استغلال النسويات بالحركات السياسية البديلة ووجودهن بالبلوك بنفس الوقت لتوظيف “النسويات” بموقف سياسي من دون ما يكون في مصارحة بالاجندات السياسية. صار في ضغط من حالة سياسية بدها كل القطاعات بالبلد تكون ضد حزب ما  في ما كان ما عندو سلاح ما.

 فجأة بال2020 بعض من الناس يلي شخصيا ما تم التواصل معهن لينظموا من اول ما ندعوا لتشكيل بلوك نسوي مرة تانية بال2017( لأن في مسار اله علاقة بممارسات عنيفة وبوليسية وعنصري هنّي متورطين فيها وكان لازم قبل وجودهن يكون في ضمان لنوع من الأمان والاعتذار ) صاروا عم  ينظّموا شي بلا موافقة ومدعّمة بالمعرفة لناس هنّي جزء من هلإرث وحطّوا جهد فيه وكانوا بعاد لاسباب مختلفة. وبعدين صار في استبعاد لنساء ومجموعات كنّا ننسق معها ( مش ضروري كانوا جزء من البلوك) لأن مواقفهن غير واضحة بقضايا معينة. صار في طريقة تنظيم مسكرة وغير مفتوحة، وصار في شي اسمه “النسويات” هل تسمية خلقت مشكلة، اذا قلتي منك من النسويات راح وجودك، واذا انت قلت انا مع النسويات، بتصيري انت بشي منو مفهوم ومش منحكي عنّو ومنّو قصدي ومتفكر فيه منيح. انجمعنا كلنا تحت كلمة النسويات، وصار اذا بدك تقولي ليش انت ما بدك تشتغلي مع وحدة هي كمان نسوية مثلا، بصير كأنك عم تقولي هي مش نسوية. ولا مرّة تفسر بالبلوك ليش مجموعات وافراد تانية ما ندعت وهيدا غلط وكان لازم يصير، ويمكن هيدا كان شي سيء. بس ما كان في افتراض الناس هول بعدهن سيئين، كان في بس حاجة لحديث ولاعتذارات يمكن أو لمصارحة ما صرت من 11 سنة.

كان التنظيم كمان ب 2020 بقوم على وجود تمثيل (عكس السنين الماضية بالخوض بنقاشات بتشتبك مع االفلسطينيات والسوريات المنظّمات بقضايهن وحاملات لأسئلة محددة الخ) وكان طبيعي يقوم على التمثيل مش الاشتباك لأن تنظيم المسيرة  إجى من بعد ازمة كبيرة خلقها الحراك الفلسطيني بأوساط الناشطات والنسويات تحديدا، وكمان التنظيم اجى من بعد مناخ اشكالي (لأن كلمة معادية كبيرة) تجاه حراك الفلسطينيين ( اجني رد مرّة انو كان في فلسطيني واحد مع المنظمين) يلي تبلّور كتير من خلال  تنظيم دعم مشروع ليلى ويلي كانت فيه  بعض النسويات ويلي خلق نوع من استغلال للنسويات يلي نظّموا بمشروع ليلى ( وبعدين صاروا بمسيرة 2020)، وصار كأن دعم الحراك بالنسبة للنسويات موضوع خلاف، بس هو ابدا ما كان هيك، وصولاً بتوظيف مثلا موارد منظّمة حقوق انسان عالمية من قبل اشخاص منظمين جهود دعم مشروع ليلى بطريقة غير عادلة لدعم قضيتين هنّي بالحقيقة ما كانوا متعارضين ويلي ساهم فعلا بمناخ كتير سيئ وغير صحي ابدا. تخيّل منظمة عالمية قررت انو الانتهاك الوحيد يلي صاربلبنان هو منع حفلة مشروع ليلى، والحراك ولا كلمة عنّو وكأنه مش موجود،  وصولا لقراءة بيان دعم مشروع ليلى يلي دعم “المهاجرات واللاجئين السوريين” وما نحط ولا كلمة عن اللاجئين الفلسطينيين. هيدا شو بقول؟ وقديش حط الضو على أشياء ما كان لازم تنعمل بهاي الطريقة. المساوامات السياسية مش هيك بتندار على الاقل بالممارسات النسوية، بالممارسات الابوية، بصير نقاش تاني.

فجأة صار يا انت مع مشروع ليلى يا انت مع الحراك، وصار الحكي عن التجربة الفلسطينية هو “سياسات هوية”. هلق اذا انت كويري وفلسطيني بنفس الوقت، هيدي هي اللحظة يلي بتفهم فيها أشياء كتير عن التمثيل السياسي والاجندات السياسية وبتفهم ليش الناس ما بتفهمك وما بتفهم غضبك. غالبا هاي هي اللحظة يلي هل مناخ سياسي خلّاك تختار بين جزء منك وجزء منّك. بكل سرور انا اخترت فلسطين.  فإجى تنظيم مسيرة 2020، وانا عم إنسأل مش كيفك، مش ليش تعبانة ومش ليش مش عم نظّم، بس عم إنسأل “ارقام جمعيات فلسطينية ” ليتم التواصل معها جمعة قبل التاريخ المزمع للمسيرة يلي نلغت بسبب كوفيد 19.

كمان اجى تنظيم المسيرة ب 2020، من بعد ثورة 17 ت 2019 و بعد كمان إشكاليات كبيرة صارت وقت اول ثلاث اشهر بالثورة، رجعنا ل “النسويات” كقطاع غامض كل النساء الناشطة نرمت فيه، وبعدين منّو صار يطلع مثلا شعارات خصّها باللاجئين او العنصرية ولزقه “بلنسويات” والخ ومن دون اي عملية سياسية او نقاش سياسي ومن دون ما ينفتح الموضوع بشكل جدي، وتأثيره على اللاجئين وشو يعني نحط شعار بخلي “اللاجئ” بوج “تيار سياسي”، بعدين فتح المجال لشعارات طلعت من الثورة عم تستعمل “طريق القدس” لتمرق مواقف سياسية عم تحط فيها الناس المعنية بالقدس (في شعب بكامله مرتبط عاطفيا ونفسيا وسياسيا بالقدس ع فكرة ) بوج معركة هي منها معنية فيها بهاي الطريقة، احساس انو القضايا متل حجار شطرنج، شي متل جسم وحدة منّا عم يستعمل لنبيع برادي شباك، نفس المنطق. بوقت يلي عنصرية ضد الفلسطينيين والسوريين بلغت مراحل غير مسبوقة، ومن دون ادنى مراعاة لكيف الجملة هيك بتصب بمحل سيئ،  وبنفس الطريقة تم وضع الناس بمحل لازم تعترض وتلعب فيه دور الماما او الناظر لتقول امور بديهية بالتنظيم السياسي. ولليوم وبعد ما قدرنا نحكي ولا نفكر بالثمن وبشو صار.

في ارث تم مصادرته من بلوك نسوي يلي هو كينونة تم انشائها بقصدية ل صالح خانة اسمها النسويات مش بس مش قصدية بس مش موجودة وبتقوم انك تفترض انو النساء كتلة وحدة. وتم وضعها امام قضايا ما بتفيدها، بتفيد ناس وقوى فايتة بمعارك سياسي ابوية للعضم.

بصفن هيك من بعد اربع سنين، وبتطلع بهل نهار، بلاقي انو في شي انعمل ما ممكن حدا يعرف يوظّفه الا الناس يلي خلقته وحافظت عليه وشتغلت فيه وهيد الفرق بنفَس وزخم  مسيرات 2017 و2018 كطرق تنظيم وبين يلي صار  2019 وبين 2020.

 السؤال هو، لما حدا بيصادر شغل وهو ما بيعرف ليش بلش واي رؤية بيخدم، ما رح يعرف ياخدوا لأي مطرح. بس شو بكون عم يقول او تقول بالمصادرة؟ انه بدها مطرح؟ بس المطارح مش هيك بتتاخد، واهم شي ما في حدا يستفيد من توترات من حالة جماعية ليستثمر فيها بالسياسة وتقطع عادي وما تفقع بوجه حدا. مبارح صار في مسيرة للنساء من دون نسويات ومن دون نساء.

  واضح انو في حاجة نعيد التفكير بأشياء كتيرة وكمان نشوف في فرصة لإعادة فرز خطابات جديدة وبتمثل رؤى سياسية موجودة. يعني الناس فيها تجرّب تهرب من هل نقاشات لبعد عشر سنين، ما حدا مستعجل صراحة، بس قديش بكون حلو، لو حراكنا المستقل كان بهل لحظات إله صوت تقاطعي حقيقي، مش تمثيلي مسرحي سطحي.

هلق يمكن كتار يزعلوه، بس هيدا تاريخ حركتنا، ناس زعلانة وناس هربانة من الحقيقة وناس مجروحة وناس يأسنا، وناس كل ما بدنا نسألها عن موقعها وعن تصرّفها وعن مرات سوء ادارتها للموارد الجماعية لمنفعة ما، دغري بتقلب الأمور لاجواء حرب شوارع. بس في نقاشات ما في مهرب منها،  وفي دفاعات لازم تسقط ليصيروا هول النقاشات، ليش من نخاف انو نسمع الاغلاط يلي عملنها؟ بس ما منخاف نتمادى فيها؟ هلق الناس بتفكر عم اعمل هجوم بس هاي هي مشكلتنا، اي سرد لتجربة .مختلفة بيصير هجوم وعم قول سرد وتجربة، ومش رأي وتقييم، انا عم قول افكاري وتجربتي ع صوت عالي، أكيد في طرق تفكير تانية وتجارب تانية

الناس بدها تعمل نقد من بعيد لبعيد وعلى نطاق شلّتها يلي بتصغر كل سنة، يعني كتير مهم عطفا على مبارح نسأل حالنا أسئلة صعبة، ونفكر مع بعض كيف يمكن اخراج نفسنا من هذا المأزق الذي ادخلنا البعض فيه، ونرجع لمواقعنا المستقلة واهم شي نفكفك مصايب 2019 و2020( انا شخصيا منّي معنية فكفك، وتحررّت من هل محل بس للمنظّمات يلي بدهن يكملوا) وخلّي القوى السياسية يلي بحاجة لشرعية نسوية تحط جهد تفكر كيف تجيب شرعية نسوية ،منها وفيها.

لا النسويات ولا النساء بحاجة صراحة لمساحة من هذه القوى السياسية، ولا مرة نظمنا معهن الا ما اغلبنا طلعوا مطحونات ومعنفات ومنأذيات وكل مرّة بيستغلونا للعضم وكل مرّة حركتنا النسوية المستقلة بتنأذي لأن البعض منّا مصرات على مواقع فردية بقلب هيك قوى ومن دون أي اعتبار لتأثير الموضوع على الحراك الاوسع وكمان بدفاعات بتشجع ما حدا يحكي ويعترض، في اعتمادية على السكوت غريبة ولكن مفهومة، تذكروا من 2015 ( في تجارب قبل ملان) كل مرة اشتغلنا بدونهم كان حدث تاريخي، ّعم اكتب، ومبسوطة اخدت مسافة من التنظيم لفكّر واتعلم، ومزعوجة ارث رح بشربة ميّ كان الهدف منّو مساحة للنسويات بس يفكروا وينظّموا بلا منّة واشراف ومتابعة من حدا ( حدا = الرفيق البابا ) .

خلال البلوك النسوي، تعرّفت ع كم هائل من النساء والنسويات والوجوه الطيبة يلي بفكر فيها مرات، شو صار فيهن واي مطحنة سياسية علقوا فيها، وين ما رجعوا بينوا وليش هلق كل ما صار في تنظيم قصدي للنسويات بصير في حالة ذعر بالبلد. وليش كلنا منحكي بالاختلافات بس منزعل لما منخلق شي مش كلنا فيه؟ احلى يكون في ثلاث مسيرات نسوية مرات تقول انو في اختلاف، من ما يكون في مسيرة وحدة، الناس يلي ماشية فيها عم تدعس فيها عليكي؟ .

*labor

*لأسباب الها علاقة بالأمن الشخصي

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s