
لم يخبرني أحد عن الرحيل،
حدث ذلك يوم الجمعة ظهرا،
مشى الناس على الأرض
وعلى البحر
وفي الجبال
سرنا كُلنا
من دون عدٌّ عكسي
لم يُطلق الرصاص
لم يَعمّ الصمت
كانت إشارات السيّر تعمل
والمؤسسات العامة مفتوحة
والشوارع كما عهدتها،
كلاب شاردة
وشحاذين
وزمامير
وتكاسي
اختفينا هكذا
من الشرفات
وكراسي البارات
بقي لي سرير مرتب
وعلب محشوة بثياب لا يمكن أن أحمّلها
وصور معلقة
على الهواتف
ورسائل لم يُردّ عليها
سرت
نحو حدود لا تسمح بإدخال مواد قابلة للاشتعال
محمّلة فقط بنوبات قلق
وقدرة شرائية محدودة
وبطاقة مترو
وذعر يتسبب به صوت قطار مسرع
وظهور رجل البوليس في القطار
سرت كحصان مهذب
لم التفت يمينا لأرى من يبكي
ومن تعب
لم التفت الى الشمال
لم أرى البحر
لم أشمه
نظرت فقط أمامي
لم التفت الى الخلف
حين علا الصراخ
حين رن الهاتف
حين عمّ الصمت
حين حطت الطائرة
حين صرخ أحدهم بإسمي
لم التفت الى الخلف
سرت
تركت أشياء تخصّني
لم تسع في الحقائب
ولا في جيبة الجاكيت
وعدَّدت مزاياي الخاصة
كي لا أنسى
اسم الأم
وموعد الدورة الشهرية
سرّي الكبير
موقع جراحي من الخصر
لم يكن ذلك حدثا هاماً
حين سرنا كلنا
لم تغطيه نشرات الأخبار
لم أرى كاميرات على الطريق
لم يكن ذلك حدثا مهما
كان ذلك الهجّ العظيم
حين خرجت من بيتي
ومشيت مع الناس.