متلازمة القلق في أيام لا يحصل فيها شيء.

الصورة لي 2022

عدّدت الأيام الجميلة التي ستنتظرني في المستقبل، كانت كثيرة.

نهار الاثنين سأكتب شعرا واركض في الحديقة العامة.

نهار الثلاثاء سأذهب الى حانة ينبذها الجميع، وأجلس على البار بالتوازي مع العجوز الذي يمضي وقته يحاول أن يخفي رجفة يده وهي تمسك القدح، انتظر البحيرة الصغيرة التي تتكون تحت مقعده، وأتخيل إنها تجمع لدموع الندامة.

نهار الأربعاء سأغط في النوم، أتأخر عن الاجتماعات التي تخفي كل واحدة منّا فيها الأحزان التي ترافقها صباحاً، أحلام من خيبات الأمل، الملل من الدوامات، ومن ثم سأسامح نفسي على فقدان الشغف المهني علناً واجلدُ نفسي خلسةً.

انتبه أن متلازمة القلق تبدأ دائما هكذا وسط الأسبوع، في لحظات غريبة مثلا عند استعمال الحمام للمرة السادسة، الخوف من شرب القهوة فجأة، الحرص المزيف على ضرورة أن أعيش حياة صحية، ثم الانتباه الى أن الأيام الجميلة المتوقعة تنذر بالشؤم.

فأراجع لائحة من السيئات التي ترافقني منذ الولادة: حب الشباب على حدود الأربعين عام، اقتناعي أن هناك تنين صغير يعيش داخلي، أحيانا يلتهم أمعائي، أحيانا يلعب بقلبي ويعتصره، وكل ما يكبر، يمنعني من التنفس، فأضطر الى البكاء.

هكذا تقسم حياتي، الأيام التي اشهد فيها على مآسي هذا العالم وفيها أيضا ادخل في معارك ضروس ضد تلك الجراح التي تُرمى عليّ، ليست لي، ليست جراحي، لا أحد يُشفى من معالجة أحزان غريبة، ادرّب التنين أحيانا على الاسترخاء، اعرّب أفكاري حسب الجداول التالية:

مخاوف من جراء صدمة. مخاوف بحكم العادة. وقائع. حقائق مرّة: علاج الحزن البكاء، علاج المعارك الدخول بها، علاج القلق نبش الذاكرة كثيرا واللقاء بأشباح الماضي.

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s