
لا أعلم إن كان الرحيل قدراً كُتب على راحة يدي،
أم كان حلماً صدّقته عن النجاة من يوميات لم تعد تشبه شيئاً اعرفه،
فحسبت أن مُدن العالم ستشبه شيئا أعرفه، يوميات هادئة ومستقرة،
ورتابة كنت قد سمعت عنها كثيراً من اللذين رحلوا. لكني لم اعلم أن لمُدن العالم أشباحا تظهر في شوارعها وبيوتها وصمتها في ساعات العمل. رأيت امرأة تمسّد أوراق الورد، كأنها رأس طفل نائم،
رأيت رجلاً يحتضن زجاجة بيرة ويستلقي على الرصيف يستمع الى أغاني كردية.
كانوا حنينا منثورا
عما كان واختفى،
كانوا أشباحا من الماضي، تظهر في المدن، لا تخيف إلا من يعرفها،
لم اعرف منهم سوى ملامح الحنين التي غيّرت في شكل وجهي وثقل لساني والمقدمة الجاهزة عن السياق قبل أي محادثة
“كان هناك انهيار
فرحلت”.
لا أعدد حجم الخسارات،
عمق الهزائم،
ألا يرتبط موقع البحر بأي مكان،
“كان هناك انهيار
فرحلت”.
لم اترك خلفي أثر، فقط بضعة أغراض وبيوت يسكنها من بقي،
وحقائق غير علمية عن العيش في مكانٍ مسموم.
“كان هناك انهيار، فرحلت”.