
كان الناس في المقاهي،
وطواقي القش على الطاولات،
حولها ذباب
يقتفي أثر التّعب في عرق الرؤوس،
لم يتكلم أحد مع جاره،
وكان الغرباء يعبرون الشارع كما تعبر الأحلام عيون العجائز في قيلولة بعد الظهر
كان كُل شيء قاسياً كما أمره الرّب،
في البدء كان هناك حزن، فخلق له الرب عيوناً
في البدء كان هناك تعب، فخلق له الرب جسدا
كانت النساء قد تجمّعت أمام تمثال العذراء
لتقديم الورد،
لكنهن في السّر كن يخبرن عن رائحة الخوف في السرير،
عن الأطفال الذين كبروا وماتوا في الحقول
و انتظار ما لا يعود،
وكيف تتخشب أجسادهن مع العمر،
أشجارا توضع على جنب للتدفئة،
كيف كانت الحقول قاحلة، وكيف تسقط الفراشات هامدة أمام شرفتهن
كانت النساء تضعن ورد من دون رائحة على أقدام السيدة،
يَدْسُسْنَ أسماء الغائبين .
فقالت السيدة، في البدء كان هناك دمعاً،
فناحت النساء كل يوم،
هكذا ولد البحر،
في البدء كان هناك دمعاً.