يوما ما

الصورة لي، فوريه 2022

يوما ما، عند الظهيرة، كان واضحاً وبشكل لا لبس فيه، أن فصل الخريف قد مضى عليه بعضا من الوقت،

 لأن أوراق الشجر المتساقطة بدى عليها إنها تحترق. وتذكرت أن هناك نار لم تخمدها الدموع التي ذرفتها أمام رجل يكتب في القطار، حين كنت أعد المآسي التي طافت من بئر الذاكرة كلّما عبرنا غابة وكلّ ما تهيأ لي أن الأشجار صُفت لودع العابرين في القطارات.

 في هذه الظهيرة، توقف القطار لرجل قيل إنه يمشي على السكة الحديد يبحث عن النهاية، واقتلع الرّجل الذي كان يجلس مقابلي عيناه، وضعهما على النافذة، وأكمل الكتابة. كانت عيناه الملقتان على النافذة مغلقتان حين ترجّلت من القطار فلم يراني وانا ألوح له الوداع.

كان كل يوم، يوم ما، وكانت الظهيرة أبدية ومناسبة لوجبة غذاء، وسجلت في مذكراتي كل لا أنسى أن هناك جرذا كبير تغوّط فاختفت المدينة التي كنت اعرفها في كل الفصول، ورحلت إلى مدينة يسكنها قط برّي وكلبة مدرّبة على شمّ الخوف صباحاً، والبحث عن العجائز اللواتي تضعن في الحدائق العامّة ليلا.

 يوما ما، عند الظهيرة، وحين كان واضحا وبشكل لا لبس فيه، أن فصل الخريف قد مضى عليه بعضا من الوقت، لأن أوراق الشجر المتساقطة بدى عليها إنها تحترق، وتذكرت إني رأيت حريقاً كبيرا قبل أن ينتهي العالم الذي اعرفه، لان الجارة كانت لا تزال تنشر الغسيل على الشرفة وتعدُ سيئات أولادها لتعرف حجم الرّشاوي المقدمة للقديسين، في النهاية، سلّم الأخوة على بعضهم البعض، واستعجلت النساء في الولادات، ونمنا كُلنا باكرا، لنستيقظ يوما ما على حياة– تقريبا عند الظهيرة- مضت.