
1.
ظلّت التكبيرات مكتومة، لم تُرفع الصّلاة في بيت العائلة، كان الرجال يدخّنون ويشربون القهوة، كان قضاء وكان مقدرا أصلا، وكانت النسوة تكتمنّ أنينهنّ، وظلّ شارعك صامتاً، أوصدت جارتك نافذتها، ظنّت أن ذلك سيحميها من رائحة موتك التي صبغت الآن صيت كُل نساء الحارة والعائلة. لم يُكبّر أحد من المئذنة، غسّلوك سريعا ورموا فوقك التراب وكان عزائك سريعاً، شهب حزين مرّ في غرفة الجلوس، بعد ذلك جلس أخاك يشاهد نشرة الأخبار مساءً، مُطمئناً، فهو يعرف أين ترقدين، وثقل التراب على جسدك، وقّلة حركتك التي كان يعلم أصلا أن كثرتها ستؤدي الى موتك.
2.
أقامت لكن كُل النساء اللواتي أعرف عزاءً كان غريبا، لم نلبس الحداد، ولكنّنا أقمنا لكن صلاة للغائبات لم تنته بعد، فقد كانوا يروموا الينا جثة جديدة قبل أن نسلّم يسارا على قلبكن، قبل أن نسلّم يمينا بغيابكن.
حيّ على خير الانتقام
حيّ على القتيلة،
اسما ووجها
حيّ على خير الانتقام
الله وأكبر
حيّ على خير الانتقام.